ادارة الحمـلات الانتخـابيـة د.ضياء الجابر الاسدي
بعد مدة زمنية ليست بالطويلة ((يومين أو ثلاث)) ستنطلق حملات الدعاية الانتخابية للمرشحين الذين ستعلن المفوضية المصادقة عليهم للانتخابات وستبدأ فترة أو مرحلة الحملة الانتخابية او الدعاية الانتخابية والتي ستستمر حتى فترة وجيزة من يوم الاقتراع أو التصويت ،إذ يسمى ذلك اليوم فترة (الصمت الانتخابي). والذي يسبق الانتخاب بـ 24 ساعة.
فالحملات الانتخابية وفقاً للمنظار الحديث دستورياً وسياسياً مصطلح يستخدم للتعبير
عن الانشطة السابقة لعملية التصويت , وهذه الحملات يتطلب فيها التخطيط المسبق
والمعد سلفاً والمدروس بدقة ،وهذا الامر يتطلب وجود البرنامج الانتخابي للمرشح والذي يحاول من خلال تلك الحملات الدعاية ووسائلها المختلفة ايصاله لجمهور الناخبين
محاولاً اقناعهم بما يملكهُ من شخصية مؤثرة واساليب دعاية اعلامية مسموح بها قانوناً , وفقاً لقانون الانتخابات رقم (45 ) لسنة 2013 المعدل ونظام الحملات الانتخابية
رقم (7) لسنة 2013 والذي نظم تلك الدعاية الانتخابية حيث المدة الزمنية بداية وانتهاء، ومكانياً من حيث الاماكن التي يجوز فيها وضع وسائل الدعاية الانتخابية واستخدامها , وموضوعياً من حيث موضوع الدعاية الانتخابية للمرشح ومضمونها.
أن نوع الحملة الانتخابية للمرشح لاشك يختلف باختلاف حجم الدائرة الانتخابية
وطبيعتها من حيث السكان ومكوناتهم وانتماءاتهم المختلفة الامر الذي يتطلب من المرشح الافصاح عن ترشيحه وممارسة تلك الدعاية في معظم مناطق الدائرة الانتخابية الواحدة بعد ان تم اعتماد نظام الدوائر الانتخابية المتعددة او يتم التركيز على جزء منها.
وتقوم الحملة الانتخابية على ثلاث عناصر :-
أولها المرشح / اي الشخص او الكيان السياسي الذي يرشح نفسهُ للانتخابات من اجل التنافس والحصول على المقعد النيابي ولا شك بأن هذا المرشح يشترط فيه جملة من الشروط القانونية جعلته مرشحاً ابتداء اضافة الى شروط اخرى من المفترض تتوافر فيه ليصبح معبراً عن ارادة الناخبين بعضها لا
يختلف عليه اثنان , والبعض الاخر يختلف من مرشح لآخر وفقاً لقناعة الناخب.
اما العنصر الثاني فهو الناخب / الذي يقوم بدور رئيس واساس في العملية الانتخابية
من خلال مشاركته في انتخاب المرشح الذي يراه معبراً عن ارادته وطموحه وفقاً لما يتوافر فيه من شروط ومتطلبات حددها قانون الانتخاب والانظمة الانتخابية الصادرة من المفوضية.
اما العنصر الثالث فهو موضوع الدعاية ووسائلها وطرق ادارتها من قبل المرشح
بعد ان يكون قد اعتمد برنامجاً انتخابياً يراه صالحاً للتطبيق ويلبي طموحات وحاجات المواطنين الذي يعمل من اجل كسب اصواتهم من خلال ذلك البرنامج ووفقاً لوسائل واساليب مسموح بها قانوناً سواء كانت مقروءة او مسموعة او مرئية.
كما لا يمكن تجاهل الدور الكبير الذي تقوم به الجهة المسؤولة عن تنظيم والاشراف على العملية الانتخابية
وقد اصبحت العديد من الوسائل الالكترونية الحديثة مؤثرة في الحملات الدعائية للمرشحين لا سيما المواقع الالكترونية وبرامج الفيس بوك كونها وسائل سريعة وسهلة
الانتشار والتداول ويمكن للعديد من استثمار في ايصال ما يرغبون به للناخبين في مناطقهم الانتخابية مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم الاعتماد الكامل على تلك الوسائل لوجود نسبة لايُستهان بها من الناخبين ,كما نعتقدهُ ممن يفضلون اللقاءات المباشرة مع المرشح والاستماع لبرنامجه الانتخابي والوقوف على شخصيته وما يطرحه من امور تخصهم وتعنيهم , وتخص احوالهم المعاشية والاقتصادية والخدمية وغيرها من الامور التي اصبحت الشغل الشاغل للمواطن العراقي .
ان عملية حشد الناخبين والوصول اليهم امر لا يخلو من صعوبة للمرشحين وان كان يعتمد بالدرجة الاساس على عدد من المؤثرات لا سيما في المجتمع العراقي منها:
الانتماء الحزبي/الاصول العشائرية /المكانة الاجتماعية /الموقع الجغرافي والتقسيم ضمن المحافظة /الموقع السياسي في الكيان السياسي/والمنصب الوظيفي / العامل الاقتصادي/الكفاءة/النزاهة , الخ… من العوامل التي تدفع الناخب الى التصويت في صالح مرشح دون آخر.
ولكن لنا أن نتسأل هل ينفع فن ادارة الحملة الانتخابية في استقطاب وكسب صوت الناخب العراقي أم ان الامر لا تأثير له في خيارات الناخب , طالما انه حسم امره لصالح مرشح مقتنع به وفق مؤثرات وعوامل عديدة كما اسلفنا.
ان ما نعتقد وازاءهُ ما هو حاصل لدينا في العراق ان تأثير الحملات الانتخابية وان كانت معرفة
بالمرشح بشكل ملحوظ ومؤثر , الا انه لا يمكن التسلم بانها العامل الرئيس والفاعل في خيار الناخب العراقي بل تأثيرها محدود وضئيل جداً في ظل الانقسامات الانتخابية التي يعاني منها المجتمع العراقي ولذا نرى ان على المرشح ان يستثمر حملته الانتخابية ولكن معززة بعوامل ومؤثرات اخرى يجب ان لاغفلها المرشح لطبيعة المجتمع وتركيبته السكانية وتنوع اطيافة،على ان يكون ذلك بالطرق القانونية المشروعة في الحصول على صوت الناخب .